روضة د/ محمد البرادعي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة د/ محمد البرادعي

منتدى يجمع بين العلم والمعرفة يسعى للتواصل بين المؤسسة التعليمية والمجتمع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تابع ممارسة العنف ضد الأطفال في جميع أنحاء العالم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
goodbird

goodbird


عدد المساهمات : 87
تاريخ التسجيل : 22/11/2009

تابع  ممارسة العنف ضد الأطفال في جميع أنحاء العالم Empty
27022010
مُساهمةتابع ممارسة العنف ضد الأطفال في جميع أنحاء العالم

بالعصا , أو " الفلقة" , وهي نفس الطريقة التي كانت تتبعها الإدارة العثمانية لتعذيب المجرمين في السجون ! ! وقد سمعت أن إحدى المدارس المعروفة في دمشق والمشهورة بصرامتها وتزمتها , لا تزال تتبع هذا الأسلوب التربوي الفذ اليوم مع طلابها المشاغبين .
وأنا أقرأ في الجرائد دائما عن حوادث تحدث في مدارسنا دائما , يتجاوز المعلمون فيها اللحم ليصلوا إلى كسر عظم الطلاب , وقد نشرت الجرائد في العام الماضي حادثة أدى فيها ضرب المعلمة لأحد الطلاب إلى موته , إثر إصابته بنزيف داخلي على ما يبدو , وقد حاولت إدارة المدرسة طمس الجريمة , ولم أسمع بعدها أن المعلمة عوقبت . وحتى لو كانت تلك الحوادث نادرة , إلا أن من الشائع اليوم وحتى في أفضل المدارس الصفع, والضرب بالمسطرة , بل والركل أحيانا , دون وجود أي جهة تحاسب المعلم المعتدي , الذي يعتبر الضرب جزءا من وظيفته التربوية , وليس من النادر أن تترك مثل هذه الاعتداءات آثارا جسدية على الطالب , وإن بدأ الأهل في السنوات الأخيرة فقط يحتجون على مثل تلك التصرفات , وفي حالات نادرة يرفعون دعوى قضائية ضد المعلم , وقد ولد هذا العنف في بعض المدارس الثانوية عنفا مضادا من قبل الطلاب , إذ أننا نسمع أحيانا بطالب هجم على أستاذه وأوسعه لكما وضربا , وليس من الخافي التأثير السلبي للعنف والعنف المضاد على العملية التربوية .
كذلك من المألوف أن يوجه الأساتذة للطلاب أقذع الشتائم ويصفونهم بأبشع الصفات في حالات غضبهم , ذلك الغضب المزمن الذي غدا قاعدة لسلوك المعلمين تجاه طلابهم في السنوات الخيرة , بعد أن ضاق المعلم بصف يحوي أكثر من أربعين طالبا , يدرسهم مقابل راتب لا يكفيه أياما قليلة من الشهر هو وأسرته .
أضف إلى ذلك التمييز بين الطلاب , حيث يقوم المعلمون بمحاباة الطالب الذي ينتمي للأسر ذات السطوة , فيعاملونه معاملة خاصة , ولا يجرؤون على مسه , في حين ينهالون بالضرب على الطالب العادي لأقل هفوة .
ـ عمالة الأطفال: رغم نظام التعليم الإلزامي للمرحلة الابتدائية , والذي طبق في بلادنا منذ سنوات , إلا أن هنالك قسما لا بأس به من الأطفال يتسربون من المدارس نحو سوق العمل , وبخاصة من الأسر الفقيرة , وحتى لو أكمل الطفل تعليمه الابتدائي , فإنه يعمل في الصيف , وينهي دراسته الابتدائية بعمر ال12 سنة , أي وهو لازال طفلا , لينخرط في العمل . ويفضل الحرفيون , وأصحاب المتاجر تشغيل الأطفال كما هو معلوم لرخص يدهم العاملة , وسهولة السيطرة عليهم .
إن سلوك رب العمل يشابه تماما سلوك المعلم بالنسبة للطفل , فأهل الطفل يطلقون يده في ممارسة العنف تجاه طفلهم , ويرون ذلك في مصلحة الطفل , كما كان يحدث في الماضي , عندما كان الأهل يعاملون صاحب الحرفة الذي يشغل ابنهم كالمعلم تماما بل ويطلقون عليه نفس الاسم , وهذا ما استمر إلى يومنا هذا , حيث يحق لصاحب الصنعة أن يشتم الطفل الذي يعمل عنده ويضربه بقسوة بالغة إذا انزعج منه , دون اعتراض من الأهل الذين يرون ذلك في مصلحة ابنهم , أو ربما يخافون من أن يفقد عمله , حتى لو بلغ العنف الواقع عليه مبلغا لا يسكت عليه .
هذا عدا عن أن رب العمل يشغل الطفل ساعات طويلة , ويرهقه بأعمال فوق طاقة تحمل جسده الطري , وقد كدت اشتبك في مشاجرة مع البقال الملاصق لبيتي , عندما أرسل لي صندوق مياه معدنية , حملها لي طفل في حوالي السابعة أو الثامنة من العمر أربعة طوابق .
ـ العنف في الشارع : ضمن هذه المنظومة الأخلاقية والاجتماعية , من الطبيعي أن ينعكس العنف على علاقات الناس مع بعضها , فكل كبير يحق له حكما صفع أو ضرب أو ركل أي طفل لم يعجبه تصرفه في الشارع , إذا لم يكن هناك من يحمي الطفل , كذلك ينعكس العنف الذي يمارسه الكبار ضد الأطفال على نفسية الأطفال الذين يصبحون عدائيين تجاه بعضهم البعض , وقد يصل حدود أذاهم لبعضهم حد الجريمة .
إن تلك بشكل عام الخطوط الرئيسية للعنف الواقع على الأطفال في بلادنا يضاف إلى ذلك العنف الجنسي والعنف الذي يقع على الأطفال ذوي الأوضاع الخاصة . *
العنف الجنسي ضد الأطفال :
قليلا ما نسمع بحوادث العنف الجنسي ضد الأطفال , ولا أدري إن كان ذلك يعود إلى قلتها , أو لأن الأهل يحاولون التستر عليها خوف الفضيحة , وهو الأرجح .
غشيان المحارم : لا شك أن هنالك حوادث اغتصاب للأولاد والبنات من قبل المحارم , وإن كان ذلك يبقى عادة طي الكتمان , إلا أن بعض هذه الحوادث لابد أن يرشح إلى الأوساط الاجتماعية , أو الصحافة , وقد اطلعت شخصيا على بعض هذه الحوادث بحكم عملي كطبيبة , وغالبا ما تسعى العائلة المنكوبة في هذه الحالة إلى لملمة المسألة , وأعرف حادثة حملت فيها صبية صغيرة من أبيها وأنجبت طفلة سجلت على أنها أختها , وبقيت الأمور تسير بشكل طبيعي إلى أن اعترفت البنت لخطيبها بما حدث , فتركها هاربا وكانت النتيجة أن قتل عم البنت أباها . فالنتائج المدمرة لفضح مثل هذه الحالات تجعل الجميع , حتى الأم تسكت إذا ما عرفت باغتصاب ابنتها من قبل أحد المحارم , وتبقى الفتاة عادة هي الضحية الوحيدة لمثل هذا العنف , وأعتقد أن الصبيان يتعرضون أيضا للاغتصاب من قبل المحارم , إلا أن ذلك يتم التستر عليه بحزم, وبخاصة أن هذا موضوع يمكن إخفاؤه , والمتضرر الأساسي هو الطفل الذي غالبا ما يهدد كي يسكت عما حدث له .
ـ الاغتصاب : من الطبيعي أن مجتمعنا كبقية المجتمعات الإنسانية , تتعرض فيه البنات والصبيان للاغتصاب , ولكن لأن ليس لدينا دراسات أو إحصائيات عن ذلك , وحتى لو رغبت أي جهة بإجراء دراسة فستصطدم بالتكتم الشديد الذي يحيط به الأهل مثل هذه الحوادث , ولكن ما يدل على حدوثها , وجود عدد من الأطفال اللقطاء الذين تساوي نسبتهم النسبة الموجودة في أي مجتمع آخر , وقد يوجد أحيانا الطفل اللقيط مقتولا .
ـ جرائم الشرف : لحسن الحظ تضاءلت جرائم الشرف في مجتمعنا إلى حدودها القصوى , رغم تساهل القانون في معاقبة القريب الذي يقتل قريبته دفاعا عن شرف العائلة , حتى لمجرد الاشتباه بتصرفها غير اللائق اجتماعيا , ويمكن أن نعزو ندرة تلك الحوادث إلى التطور والوعي الذي يترافق دوما بنزوع الرجل من العـــنف إلى المـــزيد من المســـالمة , وإلى قدرة النساء على التحرك خارج البيت مما يتيح للفتاة أو لأمها ـ التي تساعدها غالبا ـ تدارك أية فضيحة محتملة .
أما بالنسبة للأطفال ذوي الظروف الخاصة , فيقع عليهم ظلم مضاعف , أولا بسبب طفولتهم وثانيا بسبب ظرفهم , ويمكن أن نقسم هؤلاء الأطفال إلى عدة مجموعات : ـ الأطفال الذين يعانون من صعوبة في التعلم : منذ أن شاع التعليم في بلادنا , وغدا مفتاحا للعمل والمكانة الاجتماعية , اتجه الأهل من الطبقة المتوسطة , والتي تشكل الغالبية في سورية , إلى تعليم أولادهم , وبذل الكثير في سبيل ذلك , ليس فقط لتأمين مستقبل الطفل بل لضمان مستقبلهم هم , والتباهي بابنهم المتعلم أمام الآخرين , وغدا الطفل الذي يجد صعوبة في التعلم كارثة وعارا على أهلـــــه , ولم يقتنع الأهل أبدا بأن بعض الأطفال لديهم مشكلة فيزيولوجية بنيوية تجعل التعلم عندهم صعبا , بل عزوه دائما إلى إهمال الطفل وكسله , لذا يمارس على هؤلاء الأطفال عنفا منزليا يبدأ من الحرمان من كل وسائل التسلية وينتهي بالضرب مرورا بالشتم وتعيير الطفل دائما بفشله , وقد حدثت منذ شهرين تقريبا حادثة , أدى فيها شتم الأب لابنه وتعييره بالفشل والخيبة إلى انتحار الفتى بإلقاء نفسه من الدور الرابع , وقد سمعت من الجيران فيما بعد أن الفتى كان يعاني من اضطرابات نفسية وصعوبة في التعلم . أضف إلى ذلك أن دورة العنف هذه يكملها الأساتذة في المدرسة بتوجيه الإهانات والشتائم والضرب لهؤلاء الطلاب , دون مـــراعاة إمكانياتهم , ودون أن تسعى جهة ما إلى دراسة حالاتهم , وإنشاء مدارس أو مراكز خاصة بهم .
ـ المعوقون : يمارس تجاه المعوقين جسديا وعقليا عنفا غير إنساني . فالمعوقون جسديا لا يتلقون من المجتمع في أحسن الحالات أكثر من نظرات الشفقة , وبخاصة في الأوساط الفقيرة , أما بالنسبة للمؤسسات القليلة المخصصة لهم , كمدرسة الصم مثلا , فيمارس عنف مضاعف عما يمارس في المدارس العادية بوجود مشرفين غير أخصائيين , وحتى عندما يحاول أحد المختصين المخلصين لعملهم , الصادقين في رغبتهم مساعدة الأطفال , فإنه يصطدم بالإمكانات القليلة , وبالجهلة الذين يشاركونه في الإشراف على الصغار , والذين يمنعــون أي تطور في عمليــة التعليم ومساعدة أولئك البؤساء .
أما بالنسبة للمعوقين عقليا , فهؤلاء يمثلون البؤس بكل معانيه , فبعض الأسر الفقيرة والجاهلة , لا تدري ماذا تفعل بهذا البلاء الذي انصب عليها من السماء , ولاشيء يردع هذه الأسر من استخدام أية وسيلة للتعامل مع الطفل المتخلف , خصوصا إذا كان شرسا و وقد يصل الأمر إلى تقييده بالسلاسل , وبخاصة إذا كان بنتا , خشية قيامها بأفعال تفضح الأهل , وإن ندرت مثل هذه الحوادث في السنوات الأخيرة . إضافة إلى عدم وجود مراكز مؤهلة كافية لاستيعاب أعداد الأطفال المتخلفين عقليا , لتعليمهم أو تدريبهم على كسب قوتهم , ويقتصر الأمر على الجهود الفردية للأسر المتنورة للقيام بذلك , فقد أقام والدان مثقفان لابنهما المنغولي قبل أشهر معرضا للرسم بعد أن نميا لديه هذه الموهبة , وهما بجهودهما الفردية بصدد افتتاح مركز لتدريب المعوقين يصطدم بالمعوقات البيروقراطية .
ـ الأيتام : غالبا ما يرعى الطفل اليتيم في بلادنا أحد أقاربه في حالة وفاة الوالدين , وهو عرف شائع لتماسك الروابط العائلية , ولكن هنالك بعض الأيتام الذين لا يجدون من يؤويهم , فيرسلون إلى ملاجئ الأيتام , وقد نشر عدد من التحقيقات في الجرائد السورية قام بها بعض الصحفيين تناولت وضع بعض هذه الملاجئ في سورية , وتبين أن الأطفال فيها يمارس عليهم عنف , صعب التصديق في غالب الأحيان , سواء كان عنف جسدي أو نفسي , وقد هدد الأطفال الذين أرادوا التحدث عن معاناتهم للصحافة من قبل إدارات الملاجئ, إلا أن إحدى الحالات التي وصلت إلى المستشفى بحالة خطرة نتيجة تعرضها لاعتداء بالضرب من قبل إحدى المشرفات , فضحت جميع الممارسات اللاإنسانية وأثارت ضجة كبيرة آنذاك , إلا أنني متأكدة أن شيئا من الوضع لم يتغير بعد ذلك , وقد لوحظ أن جميع هؤلاء الأيتام فاشلين في دراستهم , لعدم توفر الظروف المساعدة , وبالتالي فإنهم يتخرجون من دار الأيتام إلى الشارع دون أي مؤهل يساعدهم على كسب عيشهم أو الانخراط في المجتمع . ولا يساعد هؤلاء الأطفال البائسين سوى بعض الأفراد أصحاب القلوب الخيرة , ولكن تبقى هذه المساعدات فردية ,يضاف إلى ذلك عدم وجود نظام التبني في مجتمعاتنا , بسبب رفضه دينيا .
المشردون : كما ذكرت سابقا , نادرا ما يعيش الأطفال وحيدين إذ أن النظام العائلي المتماسك يؤمن لهم دائما مأوى عند أحد الأقارب , إلا أن ذلك لا ينفي وجود المشردين الذين يتعاطون التسول كمهنة , والذين يستغلون من قبل عصابات تسول يديرها الكبار , وحتى لو كان هناك سقف يؤويهم ليلا , فهم مشردون في الشوارع طوال النهار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

تابع ممارسة العنف ضد الأطفال في جميع أنحاء العالم :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

تابع ممارسة العنف ضد الأطفال في جميع أنحاء العالم

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة د/ محمد البرادعي :: المجال الرئيسي الأول(القدرة المؤسسية) :: القيادة والحوكمة :: الابحاث-
انتقل الى: